ورقة تعريفية بإلهام الحسنوني من هي إلهام الحسنوني ؟ الهام مناضلة تقبع حاليا بسجن بولمهارز الأسود منذ حوالي 9 أشهر بدون محاكمة. و من هي أيضا ؟ ازدادت الرفيقة الهام بمدينة طانطان بتاريخ 21 فبراير 1985 ، و مباشرة بعد حصولها على شهادة الباكالوريا... بسم السنة الدراسية 2002/2003 ، التحقت بجامعة القاضي عياض – كلية الحقوق- و تسجل اسمها ضمن لوائح طلبة القانون بالغة العربية بموجب الموسم الجامعي 2003/2004 . انخرطت الرفيقة الهام مباشرة في النضال في إطار المنظمة النقابية العتيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، حيث لعبت دورا فعالا في المعركة التاريخية لسنة 2004/ 2005 ، التي عرفت كلية الحقوق خلالها مقاطعة شاملة لما يزيد عن أربعة أشهر و نصف بالإضافة إلى حملات قمعية شرسة و اعتقالات بالجملة بلغت الأحكام على إثرها ما يناهز 22 سنة في بحق 19 مناضلا ، لكن هذه المعركة شكلت ضربة قوية لمحاولة خوصصة التعليم ( بواسطة الميثاق الوطني للتربية و التكوين )، و حققت خلالها الحركة الطلابية مجموعة من المكتسبات التي مازالت تستفيد منها إلى حدود اليوم . استمرت الرفيقة في تحمل مسؤوليتها النضالية طيلة الموسم الجامعي 2005/2006 ، و 2006 /2007 الذي شهد اغتيال الرفيقين عبد الرحمان الحسناوي و محمد الطاهر الساسيوي ، على يد القوى الشوفينية ، حيث ساهمت بشكل فعال في المعركة الجماهيرية ضد هذه القوى بموقع مراكش . و تمكنت أيضا من الحصول على شهادة الإجازة – قانون عام – تخصص الإدارة الداخلية . و مع بداية الموسم الجامعي ، التحقت الرفيقة الهام بسلك الماستر ، تخصص السياسيات العامة والحكامة المحلية ، و باشرت مهامها النضالية على صعيد معركتي المطرود و السكن الجامعي ، حيث كانت ديناميتها القوية سببا في استهدافها من طرف النظام القائم ، فقد تم طردها إلى جانب 6 مناضلين آخرين . لقد شكلت عملية الطرد هاته ، إحدى أهم الأسباب التي فجرت انتفاضتي 24 أبريل و 14 ماي 2008 المجيدتين ، و إذ لعبت الرفيقة دورا فعالا في هاتين المعركتين فقد تم إصدار مذكرة بحث وطنية في حقها ، في إطار مجموعة " زهرة بودكور " ، و تمت ملاحقتها إلى حدود اختطافها من منزل عائلتها يوم 12 أكتوبر 2010 ، و ممارسة مختلف أشكال التعذيب في حقها في أحد المعتقلات السرية لأجهزة المخابرات ، قبل الزج بها في سجن بولمهارز الأسود ، لحد الآن بدون محاكمة ، حيث توجه إليها تهم جنائية من قبيل إضرام النار ، التخريب ، الاعتداء على أجهزة القمع ، الضرب و الجرح و غيرها من التهم الملفقة ......... إن اعتقال الرفيقة الهام و الرج بها خلف أسوار السجون هو دليل آخر على كون المغرب يشكل حالة استثناء بالفعل حيث حجم الجرائم الممارسة في حق الشعب المغربي و أبنائه . كما ان ما تتعرض له الرفيقة لا يعدو أن يكون سوى جزء لا يتجزأ من القمع و الاستبداد الممارسين في حق هذا الشعب ، حيث يعبر ذلك عن ملامح المرحلة القادمة من تاريخ بلادنا التي ستكون من الدموية بحجم الظلم و الاضطهاد القائمين . إن مسار الرفيقة الهام الحسنوني مسار يشرف الشعب المغربي ، مسار يجعل أسرتها ترفع رأسها عاليا ، مسار يشرف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كنقابة و النهج الديمقراطي القاعدي كفصيل و يشرف بطبيعة الحال المرأة المغربية المكافحة ، رمز العطاء و الكفاح . لم تكن الهام الحسنوني أول امرأة تحفر اسمها على جدران السجون و تصبغ بدمائها الزكية قضبانها ن و لن تكون آخر امرأة طبعا ، ما دام الاضطهاد و الاستغلال قائمين ، فعلى رأس المناضلات اللواتي أفنين زهرة شبابهن في السجون من أجل الحرية ، و اللاتي لا نعرف أسمائهن حتى ، هناك اسم لا يمكن نسيانه أبدا : سعيدة المنبهي ، اسم يعني الكفاح ، الصمود ، السجن ، الجوع ، الشهادة ، الحرية .... فدماء سعيدة تفضح مغتاليها من حيث مروا على أيديهم ، على جباههم ... ترسم طريقا بمسلكين واحد يأخذهم إلى مزبلة التاريخ والآخر يأخذ الشعب إلى حيث الحرية و الانعتاق . و من تلك الدماء المختلطة بتراب الوطن ، نبتت زهرة تعبق برائحة عرق الفقراء و بارود البنادق ، لم يثنيها الحر و طول أيام الجوع في السجن عن منع الجلاد من إخفاء يده الملطخة بدماء الشهداء ، خلف ظاهرة زهرة الزهور : زهرة بودكور. اسم يدوي في سماء المنكوبين ، و يقض مضجع أولئك الذين كشفت بطونهم شمس الفجر المضيء و هم نائمون ، و هاهم يستيقظون و الكابوس يلاحقهم على وقع صرخة أخرى من تحت قهر أسرتهم الوتيرة ، صرخة إلهامها روح الكفاح و المقاومة . قهر الظالم و الاستبداد ، الهام الحسنوني تطابق بقبضتها القوية على الحناجر الخشبية ، و ما زالت كذلك حتى تزهق أرواحهم . هذا أهم فصل من فصول الملحمة الأوبيرالية التي نعيشها اليوم بطلها الشعب و كومبارسها فلول الفاشست و الإمبريالية البائسة . هذه هي إلهام باختصار شديد ، لم تكن في يوم من الأيام من المخربين ، و تاريخها المضيء يشهد بذلك ، و يشهد به أيضا كل الجلادين الذين قاموا باختطافها ثم تعذيبها . ترقب جسدها عساه ينضج داخل أفران سجن بولمهارز ، فرن الهولوكست الكبير في أيام الصيف هذا ، لكنه يأبى ذلك لأن قوامه دم زئبقي لا يطاوعهم في ذلك . جميعا من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين . جميعا من أجل إطلاق سراح الهام الحسنوني