غموض و إستغراب يخيمان على قضية إعتقال المشتبه به في إحراق غابة المتنزه الوطني
خيم غموض و إسـتغراب كبيرين على الرواية الرسـمية للمصالح المعنية و التي نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء في وقت متأخر من صـباح يوم أمس الجمعة، و التي تؤكد إعتقال الفرقة القضائية للدرك الملكي التابعة للقيادة الإقليمية يوم الأربعاء الماضي للمشتبه به الأول في إحراق غابة بمنطقة باب الرد التابعة لإقليم شفشاون و غابة المتنزه الوطني بالحسيمة و هي الحرائق التي أتت على أكثر من 150 هـكتارا حسب الرواية الرسمية دائما.
و أشارت ذات الروايـة إلى أنه من المرجح أن يكون الدافع وراء إقـدام المتهم على إحراق الغابة هو نزاع عائلي حول قطعة أرضية، ومـن كما أكدت الوكالة نقلا عـن تصريح للقائد الإقليمي للدرك الملكي بالمنطقة الـمذكورة، أنه قد تم إعادة تمثيل وقائع الجريمة يوم أمس بحضور شهود عيان أكدوا أن شاهدوا الفاعل و هو يضرم النار في الغابة بعد أن زوده شريك له بالبنزين.
لكن ما يفند مجموعة من المعطيات المنقولة و ما يثير الغموض و الإسـتغراب في الخبر الذي تناقلته الوكالة، هو أنه افتقاده للوضوح خاصة فيما يخص قضية إعـتقال الـمشتبه في وقوفه وراء تلك الحرائق، حيث ركزت الرواية الرسمية على أنه تم القبض على الفاعل يوم الأربعاء مساء و هو اليوم نفسه الذي فتحت فيه مصالح الدرك الملكي تحقيقا لمعرفة ملابسات الجريمة بمعية وزارة الداخلية التي أصدرت بلاغ حينئذن في ظل غياب تاريخ الإصدار، قبل أن تخرج وكالة المغرب العربي يوم الخميس بخبر إعتقال المتهم حيث نقلت تصريحا صحافيا لمسؤول أمني يؤكد فيه ذلك.
و من جهة أخرى، و حسب معطيات مستقاة من سكان المنطقة أكدوا فيها بأن فتيل النيران أوقدت بمنطقة "ثقيت" أولا قبل أن يتوسع مداها داخل حدود إقليم شفشاون و هو ما يفند تصريح القائد الإقليمي للدرك الـملكي بتطوان الذي أشار إلى أن الحريق شب يوم السبت الماضي على الساعة التاسعة صباحا بغابة "تيزران" الواقعة على بعد 5 كيلومترات غرب باب الرد قبل أن يتوسع مداها لتطال حوالي 150 هكتارا من الأشجار و الغطاء النباتي و هي نفس المساحة التي كانت السلطات قد أكدت أنها أتلفت بسبب الحريق بالمنتزه الوطني للحسيمة.
و بالعودة إلى قضية إعتقال الجاني الذي أكدت السلطات أن نزاعا عائليا حول بقعة أرضية كان وراء إقدامه على فعلته و هي البقعة الأرضية التي تقع "بالقرب من الملك الغابوي للدولة" حسب الرواية الرسمية التي لم تشر إلى مكان هذا الملك الغابوي (بالحسيمة أم بشفشاون) إضافة إلى الإستغراب حول دخل القيادة الإقليمية للدرك الملكي بتطوان في هذه القضية، و هو ما يجعل المراقبين يطرحون عدة أسئلة لم يجدوا لها إجابات في التصريحات و الروايات الرسمية للسلطات.