حزب النهضة هو حزب سياسي مغربي. تأسس سنة 2006 بتعاون بين مجموعة من الشباب المغربي والدكتور الأستاذ شكيب بنسودة، الحزب حاليا يتوفر على عدد لا بأس به من الفدراليات الإقليمية أهمها فرع تازة والناظور والرباط... منتخبي الحزب سيتقدمون هذه السنة (2009) بالانتخابات الجماعية التي ستنعقد شهر يونيو بالمغرب
يعتبر حزب النهضة نفسه اداة في خدمة المصالح العليا للمغاربة عن طريق توطيد هويتهم الوطنية والدفاع عن كرامتهم والمساهمة في توفير ظروف اسعادهم من جهة، ومن جهة ثانية عن طريق الاسهام في رفاهية واشعاع الوطن في الحقل الدولي.
وفي ذلك، ينطلق حزب النهضة من هويته الفكرية التي تستمد مقوماتها من قيم الحضارة المغربية المتاصلة في التاريخ، القائمة على التضامن والتعايش والانفتاح ومن القيم الإنسانية المثلى القائمة على العدالة والمساواة والوسطية.
[عدل] المذهب الفكري للحزب
يؤمن حزب النهضة بأن السياسة في جوهرها، وبغض عن النظر عن مفهومها المجرد المتمثل في البحث عن نظام تعاقدي ومؤسساتي تعيش في إطاره جماعة في ظل وحدة جغرافية وكيان موحد تمثله الدولة، تعنى بالإنسان ومدعوة بالتالي إلى العمل في بعدها الأخلاقي من أجل إيجاد الصيغ الكفيلة بخلق مجتمع يوفر مستوى موحد من الرخاء لجميع أفراده في ظل التناقضات الموضوعية والذاتية المحركة له.
وإذا كان الفعل السياسي قد وظف لغير أهدافه تحت طائلة التحريف الذي طاله لبلوغ السلطة كهدف مركزي والحفاظ على مكتسباتها عوض توظيف ذلك الفعل لتوطيد العلاقات المجتمعية وتحسين الأوضاع الإنسانية والاجتماعية، فإن ما يعيشه الفكر السياسي في الوقت الراهن من أزمة إعادة صياغة للمفاهيم يحيل على ضرورة العودة للأصل. والأصل هو أن الفضاء السياسي مجال لمن هو قادر على تجاوز مصالحه الذاتية وتبني مصالح الجماعة برمتها كمدخل لخدمة تلك الجماعة والبحث عن رقيها ورفاهها.
من جهة أخرى، بينما كان من المفروض أن تساهم إبداعات العقل البشري في تكريم الإنسان وتحقيق رخائه، يعيش العالم على إيقاع حروب وإبادات وإزهاق للأرواح بوسائل ابتكرها الإنسان. وإن أكد هذا التناقض شيئا فإنما يؤكد من ناحية أن نزعة السلطة المتجردة من الأهداف النبيلة للمفهوم السياسي من شأنها أن تقود إلى عكس مبتغاها ويؤكد من ناحية ثانية كون السلوك الإنساني غير محدد بضوابط وقواعد ولا يمكن بالتالي تحليله في إطار علمي محدد يمكن من استشراف المستقبل على أساس قواعد قانونية تفتح المجال لليقين. وقد أدى عدم أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار وتغليب اليقين في الفكر على خصوصيات السلوك الإنساني إلى فشل كل الإيديولوجيات والأنظمة السياسية المنبثقة عنها لأنها تنبني على منظور فلسفي يؤمن بوجود محددات لحياة إنسانية مثلى ويعلي الفكرة على الإنسان.
في المقابل، يمثل التاريخ أهم وأبرز خزان للفكر البشري ومنه يستنبط حزب النهضة مقوماته الفكرية انطلاقا من العصر الوسيط وفكر ابن رشد في كل ما يتعلق بالتعامل مع العقل في الأمور الدينية إلى عصر الأنوار وفكر جون جاك روسو في ما يرتبط بالعلاقات المجتمعية وطرق تدبيرها.
انطلاقا من هذه المقومات الفكرية، يؤمن الحزب بالبرغماتية في التعاطي مع قضايا المجتمع في الجوانب الاقتصادية على أساس الدور الريادي للدولة في إنعاش عملية خلق الثروات وفي توزيعها توزيعا عادلا. كما يؤمن بالإرث الثقافي المغربي وبأصالته وبتفاعله الإيجابي المميز مع محيطه الخارجي معتبرا إياه رافدا أساسيا في نحث ودعم الهوية والشخصية المغربية. وأخيرا، يؤمن حزب النهضة بالليبرالية الاجتماعية الكفيلة بانخراط الفرد في الخلق والإبداع وبالاستفادة من الإنتاج الجماعي للخيرات.
[عدل] أهم مرتكزات التصريح المبدئي للحزب
يستمد حزب النهضة وجوده من إرادته وعزمه على خدمة الجماعة والوطن، مستندا في ذلك على مبدأ أساسي مفاده أن المصلحة العامة للوطن تتعدى المصلحة الخاصة ما دامت تمثل مجموع المصالح الخاصة لأفراد الجماعة.
وإذا كانت الفكرة هي منبع التعبئة والاجتهاد، فإن الحزب مقتنع بأن بلورتها إلى الواقع غير ممكنة إلا بإسنادها إلى المؤهلين لذلك باعتبار معايير موضوعية وفي إطار منهجية جماعية وتشاركية للعمل.
ويؤمن الحزب، بناء على مستنتجات زمرة من التجارب التي عاشتها البشرية، بأن بلوغ الرخاء الجماعي يمر عبر الإنجاز التدريجي لإصلاحات منسجمة ومنسقة وفقا لأهداف مسطرة ونابعة من حساسية إنسانية معينة تروم تحقيق التحولات المرجوة داخل المجتمع بطريقة تدريجية. كما يؤمن أيضا بأنه، علاوة على مواقع المسؤولية العمومية ما لم تكن هدفا في حد ذاتها وإنما وسيلة لتحقيق هدف أسمى منها، يوفر النظام الديمقراطي واجهات عديدة للقيام بهاته الإصلاحات.
وإذا كانت الثقة الشعبية هي التي تؤهل الحزب لتحمل مناصب المسؤولية وبالتالي تطبيق برنامجه، فإن فاعلية عمله وقوته واستمراريته رهينة بصلابة القاعدة الشعبية التي يرتكز عليها.
لذا، ولكي ينتزع باستحقاق هذه المشروعية ويحافظ عليها، يحرص الحزب على:
* القرب من انشغالات وتطلعات الجماعة،
* إشراك كافة كفاءاته وطاقاته البشرية،
* الاعتماد على مبادئ وقواعد الديمقراطية الداخلية في إطار الضوابط التنظيمية المتوافق بشأنها.
هذا، مع بقاء الحزب منفتح على جميع القوى السياسية والنقابية والفعاليات الجمعوية التي تتقاسم معه نفس القيم ونفس المرامي والتي تشاركه العزيمة لتحقيق المشروع السياسي الذي يتبناه.
ولكي يتمكن الحزب من الاضطلاع بمهامه كفاعل لتحقيق مشروع التنمية الوطنية، فإنه يستند على المبادئ الآتية:
* اللامركزية كأداة للاشتراك واقتسام المسؤولية ووسيلة من أجل التعبئة.
* مشاركة الجميع في صنع القرار في نطاق ما تخوله قوانين الحزب من حقوق وفق طبيعة عطاء كل فرد.
* حرية التعبير في إطار المساطر والضوابط المعتمدة.
* استثمار الكفاءات الحزبية كل حسب اختصاصاته وإمكانياته.
* المصلحة العامة التي تذوب فيها المصلحة الخاصة.
* شفافية التدبير وحق النفاذ للمعلومات.
وتجد هذه المنطلقات ترجمتها في كل مواثيق الحزب ومقررات وقرارات هيآته.