حركة 20 فبراير هي حركة جماهير الطبقة البورجوازية الصغيرة أساسا
لقد اجتازت حركة 20 فبراير المجيدة الفترة الرمضانية بسلام ولم تتوقف عن الاحتجاج. تلك الفترة التي عول عليها نظام الاستبداد والفساد لتكرس إخماد الاحتجاجات.. كان بود نظام الاستبداد والفساد، وكل المتحاملين على الحركة، أن تمنع أجواء رمضان الحركة من الاستمرار في الاحتجاج، إلا أن أول خروج للحركة في بداية رمضان، اثبت للجميع أن الحركة باقية ها هنا، ولن ترحل إلا برحيل الاستبداد والفساد.
شخصيا أريد أن احيي كل فبرايرية وفبرايري ، وكيفما كانت مواقعهما داخل الحركة ، على هذا الصمود في وجه اعتى آلات القمع والخداع، التي يشكلها نظام الاستبداد والفساد . تحية لكل من عانق حركة 20 فبراير المجيدة ، ولو من موقع متفرج ،و اصر على بقاء شعلة حلم الشعب المغربي متقدة، حتى تستنير بها الجماهير الشعبية ، التي مازال اغلبها تحت بنج ما تراكم لمدة نصف قرن من الاستبداد والفساد ، والجهل، الذي يفرضه ذلك الاستبداد ، حتى تكون تلك الجماهير جديرة بحياة الحرية والكرامة .
إن ما يحاول نظام الاستبداد والفساد ، عبر إعلامه وأحزابه ونقاباته وجمعياته ومثقفيه ، أن يخفيه عن الجماهير الشعبية ، خاصة جماهير البورجوازية الصغيرة ، التي صدق جزء كبير منها وهم الدستور الجديد ، هو كون مشروع حركة 20 فبراير المجيدة ، وبغض النظر عن مكوناتها ، هو مشروع من اجل تلك الجماهير ، حتى تخرج من القمقم الذي وضعت فيه بفضل البيروقراطية الحزبية والنقابية والجمعوية ، المتعاونة والفاسدة ، كما بفضل إعلام مخادع ، سواء السمعي / البصري منه أو المكتوب ، وحتى تستطيع أن تغير أوضاعها بيدها .
لقد انبثقت فكرة حركة احتجاجية شبابية من نقاش لشباب متعلم، وكان من المفروض أن يلقى هذا النقاش السياسي و الثقافي والعقائدي، صدى كبير لدى شرائح المجتمع المتعلمة في أوساط الطبقات غير الطبقة السائدة، المنعمة بمص دماء المغاربة وتحقيرهم. إلا انه على ما يظهر من خلال المحطات النضالية لحركة 20 فبراير المجيدة ، أن أعداد غير المتعلمين ، أو الذين لم يسمح لهم باستكمال تعليمهم ، يتضاعف مقارنة بالشرائح المتعلمة ، سواء أكانوا من الموظفين أو مستخدمين ، أو يمارسون أعمالا حرة ، الأمر الذي يطرح السؤال حول علاقة الحركة بهذه الشرائح ، وما الذي يمنع هذه الأخيرة من الالتحاق بحركة 20 فبراير ، كحركتها أساسا قبل أن تكون حركة العمال والكداح .
إن الذي يمنع جماهير البورجوازية الصغيرة المتعلمة والمرتبطة بالوظيف بدولة الاستبداد والفساد ، أو المستخدمة في شركات النهب والاستغلال المفرط المنتشرة بالبلاد كالفطريات ، أو المستقلة مهنيا، والتي تشاطر مثيلاتها السابقة في عدم الاهتمام بشؤون السياسة ، هو ما استبطنته اغلب تلك الشرائح من ثقافة " دخول سوق راسك " المخزنية . ثقافة استسلامية، تنزع عن الإنسان إمكانية النقد والنقد الذاتي، وتحوله سلبيا وأنانيا حتى النخاع. لقد استطاع إعلام نظام الاستبداد والفساد أن يفسد وعي اغلب هاته الشرائح ، وان يبقيها بعيدة عن الشأن السياسي ، سواء أكان حزبيا أو نقابيا أو جمعويا ،. ومن طبيعة الحال ، فان اغلب هذه الشرائح لا تعترف بأنها حمالة لفكر سياسي متدني ، الأمر الذي يجعل موقفها من حركة 20 فبراير المجيدة موقفا سلبيا، يبرر نفسه بتصورات واهية ،والتي ينفثها إعلام نظام الاستبداد والفساد في عقل تلك الشرائح ، من قبيل أن حركة 20 فبراير هي حركة جماعة العدل والإحسان ، فزاعة النظام ، أو حركة يسار جذري ، يريد إحداث الفوضى في البلاد .
إن اغلب تلك الشرائح، خاصة الموظفين والمستخدمين، يفتك بها الخوف من فقدان العمل، والعمل السياسي بالمغرب، أي العمل السياسي الصادق مع النفس والغير، يجازى بانتقام رب العمل، سواء أكان دولة أو فرد أم أفراد. الأغلبية من تلك الشرائح تثير لديه حركة 20 فبراير المجيدة هاجس الخوف ذاك من فقدان العمل ، وان اهتم بعضهم ، فأقصى ما يمكن أن يفعله ، هذا إذا لم يحوله الأمر إلى مناضل مقبل على النضال، بعد أن اكتشف مزايا هذا الأخير ، هو مواكبة الحركة بشكل انفرادي ، ومن موقع متفرج أو مترقب .
فطرح قضية الاهتمام من عدمه لدى الجماهير البورجوازية الصغيرة المتعلمة بحركة 20 فبراير المجيدة ، يحكمه التنوع القائم داخل الحركة بخصوص الثمار التي ستجنيها الجماهير الشعبية، عندما تنجح الحركة في فرض ذاتها ومطالبها ، وعندما يرحل الاستبداد والفساد بدون رجعة ، ولان حركة 20 فبراير المجيدة تحتاج إلى كل الشرائح المجتمعية التواقة للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية .
فحركة 20 فبراير المجيدة ، أو لنقل، الأجواء السياسية المتوترة التي خلقتها الحركة ، والتي تقض مضجع نظام الاستبداد والفساد، بجوقته الحزبية والنقابية والجمعوية ، هي أجواء مساعدة لأغلب تلك الشرائح للضغط في اتجاه تحسين أوضاعها المهنية والمعيشية ، بمعنى أن تلك الأجواء المتوترة ستساهم في انبثاق السؤال النقابي والعمل النقابي ، السلاح الوحيد في يد تلك الشرائح الموظفة والمستخدمة ، لإيقاف الهجوم الشرس الذي تقوده الباترونا ودولتها على شروط عمل تلك الشرائح .
إن استهداف شباب حركة 20 فبراير المجيدة تلك الشرائح، من خلال ما تعانيه هذه الأخيرة من استبداد وفساد واستغلال داخل مقرات عملها، أمر أساسي، وها هو الدخول الاجتماعي على الأبواب، يستدعي من شباب الحركة كل ثقافة التآزر والتضامن التي يختزنها. الإضرابات والوقفات والاعتصامات قادمة لا محالة ، لأنه تستحيل على نظام الاستبداد والفساد تلبية جميع المطالب الاجتماعية ، إما لأنها جد مكلفة، أو لأنها تمس السياسة الاقتصادية التي دسترها نظام الاستبداد والفساد في دستوره الممنوح الجديد. .
احسين 01/09/2011