بحجة ادعائهم بأن الرسومات و الأمثال
الشعبية المغربية تحاول أن تحارب الرشوة و الفساد بالفن فالأمر يبدو في
الحقيقة هو إيجاد الخليط السحري لتضبيع المواطن حتى يستأنس بالفساد و
يجنب من يهمهم الأمر الكثير من المطالب في الحقوق و المواطنة. نقول في حق
الزوج الذي تفرط الزوجة في التحكم فيه سواء بالسلب او بالإيجاب بأنه
-واكل مخ الضبع- أما ظاهرة المعارض ضد الفساد و الرشوة فإنها تريد أن تخلق
لنا مواطنا -واكل فن المعرض-
-دهن السير يسير-.-اكحب-.-القهيوة-.-طلع.....و غيرها من
الأمثال و الرسومات الكثيرة التي تحفل بها المعارض ضد الرشوة و الفساد و
من بينها معرض مراكش المقام في مقر بنك المغرب السابق بساحة جامع الفنا..و
السؤال ما هي رسالة الفنان الجديدة في أفق هذا الإبداع المعارضي المستحدث
عندما يصبح فيه الفنان بهلوانا في معارض تحت الطلب الرسمي .بعيدا عن
عفوية القريحة و الإبداع.الأمر يتطلب تحويل هذه المعارض المستحدثة و
الموجهة بقدرة قادر إلى منصات المحاكم و تقديم المفسدين غصبا عنهم و بقوة
القانون و عدم التدخل في الأحكام.على الدولة أو المخزن أن يتبرأ من
المفسدين بوجهه الأحمر رغم علاقة البزولة.
في ظل غياب الإرادة في الإصلاح من الطبيعي أن يعوض النقص
بأعراف كواليسية ليست في مستطاع المواطنين الضعاف.و الجواب عن كل الأسئلة
المحتملة هو أن ثنائية الفساد بين الدولة كأجهزة و بين المفسدين صغارا أم
كبارا هي ثنائية الوجود لكليهما بحيث تزاوجت الأسباب بالأسباب و أصبح
السرطان واحدا و صار الألم واحدا و ردود الأفعال واحدة.
في حياتنا نستشف جبروت النقص في المواطنة .أجهزة إدارية
ينحرها الفساد و المحسوبية حتى بين مكوناتها الداخلية.ضريبة غاشمة..بحيث
خطأ داخلي لموظف أو لفصول قانونية يرهنك في الطلوع و الهبوط و مرض الخاطر
و الأعصاب..حقوق التطبيب منعدمة ..إهانات داخل الإدارات و المصالح ..في
البرلمان أو المجالس يمثلك شخص أمي أنت لا ترغب أصلا فيما يجيء منه أو من
غيره.حتى إن صادف أنه غير أمي تعليميا فإنه أمي أخلاقيا لأنه دخل الحياة
السياسية بمنظور تجاري..
تبقى الدولة صاحبة المظل ،إن هداها الله لم لا تقامر
بتجريم الفساد و المفسدين و تقدمهم للعدالة و ترفع أيديها عن المفسدين
المرضي عنهم الذين خانوا عار البزيزيلة الحارة.
عندما تخرج حركة العشرين من فبراير و ضمنها هيآت و جمعيات
و أفراد للجهر بضرورة الإصلاح و محاربة الفساد و المفسدين لا نفاجأ بردود
الأفعال من طرف المفسدين و المستفيدين العالقين باهداب الفساد؛بدءا من
أفخم مسؤول و انتهاءا ببائع الديطاي في الشوكة بحي شعبي منبوذ.و هل سيبقى
للمواطنة معنى عندما نبقي الحالة على ما هي عليه بحجة الفتنة التي قد
تنجم عن الإصلاح.
عندما تقف الشعوب العربية لتحارب الدكتاتوريات فهي تحارب
سلة الفساد استجابة لأخلاق التاريخ بالرغم من أن هذه الشعوب تتحمل
مسؤوليات بخلقها لحكام أشباه بالألهة.
ربما الكثير من المواطنين العرب يرددون في قرارة أنفسهم
عبارة -الله يستر- عندما يرون الحاكم العربي يتشبث بالكرسي إلى درجة سقيه
بدماء مواطنيه.و لكن لا مجال للتمعن في ماهية هذه الصورة لما نوقن بأن
الحاكم العربي يخفي وراءه رهطا من من خفافيش الفساد لهم المصلحة في بقاءه و
يصورون له بأن الأمور بخير و على خير و بأن المحتجين في الشوارع قد شبعوا
في كرشهم و عوض أن يغنوا و يرقصوا فإنهم يحتجون أو أنهم يمثلون أجندة
خارجية أو أو...
لقد تبهدل الفن لما تخصصت المعارض في محاربة الفساد .
محاربة مشكوك فيها بغض النظر عن أنها تلين العلاقة بين المواطن و بين
الفساد لمزيد من الإستئناس و أكل مخ الضبع.