كدت أنسى وطني
لغربتي التي طالت
ثلاثون عاما
و أنا لم أراه
رسمت له صورة من وحي خيالي
و عشت مع الصورة
أقبلها قبل النوم
و أصحو بها
أدخلتك غصبا عني في قلبي
و غلقت حدودك يا وطني
لأني أتعبني من يدخل إليك ليرعبك
أو يرمي عليك قذارته
أو هازئا بحقك
و أنت مركز الأرض
فجروك
نزعوا عنك بكارتك
زناة البلدان المتخومة
حصدوا زرعك
و ما زرعوا غير الفتنة
استوطنوك وهم غرباء
و غربونا
استضعفوك وهم ضعفاء
و شردونا
مصوا دمك
و استنزفونا
أدخلتك قلبي
و غلقت حدودك
و فرغت إليك وقتي
لأسليك
و أسامرك
أغني لك
و أسكر في نخبك
أحبك يا وطني
خفت عليك و أنت بقلبي
إن تؤلمك الوحدة
و الوحشة و الغربة
لأنه لا يوجد في قلبي غيرك
سأجهد نفسي مجاهدا
كي لا يصيبك الملل
و أنت وحيدا في قلبي
و أقص إليك مليون
ليلة و ليلة
دمنة و كليلة
و أكون لك الجاحظ
و السياب
إسحاق و زرياب
لأني أعشقك يا وطن الأحباب
سأغلق عليك كل الأبواب.
للكاتب شهيد لحسن امباركي.