معتقلي 20 فبراير يدلون بتصريحات جديدة ، و الحديث عن رؤية أحد الشهداء بإحدى الكوميساريات قبل إعلان وفاته
نظمت عشية اليوم 14 ماي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان –فرع إمزورن- لقاءً جماهيريا بالمركب البلدي للتنشيط الثقافي و الفني بإمزورن بعنوان "لنتعبأ جميعا من أجل فضح ممارسات التعذيب ، و محاكمة مرتكبيها" ، و إستضافت الجمعية في هذا اللقاء مجموعة من المعتقلين على خلفية أحداث 20 و 21 فبراير الماضي بكل من إمزورن و الحسيمة ، و المفرج عنهم يوم 4 ماي الجاري بعد أزيد من شهرين من الإعتقال ،
إفتتح رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية هذا اللقاء بكلمة ذكْر من خلالها بسيناريو إعتقال هؤلاء الشباب و مسار محاكمتهم ، لحين نيلهم لحريتهم ، كما جدد التذكير بموقف الجمعية من كون هؤلاء المعتقلين ضحايا أحداث إجتماعية و إستعداد إطاره للوقوف بجنب المعتقلين من أجل المطالبة برد الإعتبار لهم ومحاكمة معذبيهم ، و ذلك بتبني قضيتهم لكونهم ضحايا إنتهاكات لحقوق الإنسان بالمنطقة .
مباشرة بعد كلمة الرئيس منحت الكلمة للمعتقلين تباعا من أجل الإدلاء بدلوهم و سرد كرونولوجيا إعتقالهم و تعذيبهم ، لحين عرضهم على المحاكمة ،
إجتمعت كل شهادات المعتقلين على كونهم تعرضوا لشتى أنواع التعذيب ، الجسدي منه و النفسي ، فمع بداية الإعتقال ، الذي تختلف حيثياته من معتقل لآخر (منهم من كان متوجها لمقر عمله ، منهم من كان عائدا من العمل ، منهم من لم يكن له علم أصلا بالمظاهرات ...) ، بدأت فصول و حصص التعذيب و الإهانة ، و هذه بعضها :
بعض من أنواع التعذيب الجسدي الذي تعرض له المعتقلون : الضرب بالهراوات ، الركل بدون تمييز أعضاء الجسم المستهدفة ، اللكم ، صب الماء البارد ، خلع الملابس بشكل شبه كلي ، إجبار المعتقلين على التمدد على بطونهم شبه عراة في قبو الكوميسارية ، التجويع الممنهج...
بعض من أنواع التعذيب النفسي : التهديد بالقتل ، السب الجارح ، التهديد بالإغتصاب ، شتم الأباء و كل ما له صلة بالريف ، التهويل من التهم...
هذا بالإضافة لإجبار المعتقلين على توقيع محاضر لم يطلعوا عليها ، و منع من طلب الإطلاع عليها من حقه في ذلك ، كما منع وكيل الملك أحد المعتقلين من إجراء خبرة طبية حين طلب منه ذلك ،
ضابط بكوميسارية الحسيمة تردد إسمه على لسان كل المعتقلين بدون إستثناء ، و هو المسمى
بالضابط "رشيد" ، حيث وصفوه بالرجل الذي لا يرحم و ذو النصيب الأكبر في حصص تعذيبهم ، و الحامل لحقد لا يتصور لكل ما هوريفي ، كما قال أحد المعتقلين ،
و قد أشار (المعتقل) أنه لو إستطاع في يوم من الأيام نسيان ما تعرض له من فصول التعذيب ، فلن ينسى وجه "رشيد" و ما فعله فيه ،
معتقل آخر أكد أن المسمى "رشيد" أكد له أن بحوزته 60 رصاصة ، و أقسم أمامه أنه سيخصص 59 منها للمعتقلين من أجل قتلهم ، و الرصاصة الباقية سينتحر بها ، و قال أنهم حقا شعروا بالخوف بعد هذا التهديد ، خصوصا و أن الضابط كان يبدوا جادا في كلامه و غير مبالي بالعواقب ،
و في شهادة لمعتقل آخر ، و الذي إعتقل يوم الإثنين دون أن يعرف سببا لذلك ، قيل له في الكوميساررية ، بعد التعذيب طبعا ، أن الملك محمد السادس قدم للريفيين الكثير و دللهم أكثر من اللازم ، و بسببهم (الريفيين) يوجد زملاء لهم خلف القضبان ، في إشارة للزلزال الامني الذي أودى ببعض رموز الفساد بالحسيمة الصيف الماضي ،
و الشهادة التي أثارت حفيظة الحاضرين أكثر ، هي ليافع يشتغل كبحار بميناء الحسيمة ، أكد أنه شاهد بكوميسارية الحسيمة الشهيد سمير البوعزاوي مدرجا بدمائه قبل موته ، و هو الذي تقول عنه الرواية الرسمية أن جثته وجدت محترقة بالبنك الشعبي بالحسيمة ، و لكي يتأكد من ذلك فقد طلب أحد نشطاء 20 فبراير بإمزورن من المعتقل التمعن جيدا في صورة الشهيد ، و هو الشيء الذي فعله المعتقل ليشير بإصبعه لصورة سمير و يقول "نعم هو ذا" ،
نفس المعتقل صرح أنه صودرت منه أغراضه الشخصية كليا ، بما فيها مبلغ 2150 درهما و هاتف محمول جديد .
و آخر شهادة كانت لطفل دون سن الرشد من إمزورن تعرض بدوره للإعتقال و الضرب و الشتم في كوميسارية إمزورن ، قبل أن يطلقوا سراحه دون عرضه على وكيل الملك أو المحاكمة .
يشار إلى أنه بالإضافة للضابط "رشيد" الذي تكرر ذكره على لسان كل المعتقلين ، تم ذكر إسم آخر من المتورطين في تعذيب المعتقلين ، و هو إسم "الحمري" .
شهادات المعتقلين كانت صادمة ، و أبانت عن حقائق جديدة ، طالما قال المغرب الرسمي أنه تجاوزها و قام بطي صفحاتها السوداء ، و لكن يبدو أن التاريخ يعيد نفسه ، و لو ليس بكامل الحيثيات لكل بنفس المضمون .
بعد نهاية المعتقلين من الإدلاء بشهاداتهم ، أدلى المحامي عبدالمجيد أزرياح بصفته كان أحد أعضاء هيئة الدفاع التي تطوعت و تبنت ملف المعتقلين ، الذي أكد بدوره أن الممارسات التي يحكي عنها المعتقلون غير قانونية و تستوجب العقاب والمتابعة .
حركة 20 فبراير بكل من إمزورن والحسيمة كانت حاضرة ، حيث مُنحت الكلمة لممثل عن الحركة بإمزورن ، و أخرى لممثل عن الحركة بالحسيمة ، و أكدا معا على ضرورة مواصلة قافلة التغيير التي بدأت يوم 20 فبراير لحين بلوغ الأهداف المنشودة ،
و بعد أن أدلى بعض الحضور بكلمتهم أيضا ، قام أحد المعتقلين بإلقاء كلمة شكر في حق منظمي اللقاء و هيئة الدفاع التي آزرتهم و مناضلي 20 فبراير ، وكافة الغيورين و الأحرار الذين وقفوا معهم في محنتهم.