لا احد له الحق في المزايدة والوصاية من داخل 20 فبراير
إلى كل هؤلاء الذين يحاولون تمييع الأمور أقول بأن الحركة هي حركة الشعب المغربي بما فيها الشباب وجميع الهيئات الداعمة هذا هو ميثاق التأسيس و تم الاتفاق على أرضية تأسيسية ومطالب معروفة.الموضوع الذي خرجت من أجله حركة 20 فبراير المجيدة وهي حركة كل المقهورين والمدافعين عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية،وهي ليس لها زعيم أو جماعة أو تنظيم، هي حركة تلقائية مفتوحة أمام جميع المواطنات والمواطنين ولا تحتاج إلى بطاقة انخراط، وهي ستناضل حتى يسقط الاستبداد والفساد ويسترجع هذا الشعب كرامته.
المشاكل من داخل 20 فبراير أمر عادي و متوقع نظرا لتركيبة الحركة ، لكن تبقى الحكمة في كيفية حل المشاكل و إيجاد الحل الأنجع مع الحفاظ على مسار تصاعدي للحركة ... وأول شيء لحل الاختلاف او حتى الخلاف هو الأدب في الحوار و النقاش البناء دون إصدار إحكام واتهامات جاهزة بدون دلائل أو استعمال الكلام المستفز الذي لن يؤدي إلا إلى التوتر و تضييع الفرصة التاريخية لوطن الحرية و الكرامة و الديمقراطية .... وينبغي أن لا نهرب من معالجة المشكلات، وأن لا نموه على الوقائع، لآن مشكلتنا هي مع ذواتنا المستعلية، التي لا تحسن فلسفة النقد والنقد الذاتي، لأنها تبدي ممانعة كبرى في كشف تشوهاتها وبتوراتها ونقائصها، ولا تحسن فلسفة العيش المشتركة في ظل قيم الحرية والمساواة، فتنتج الفضائح وتحصد الكوارث، ويمكن أن تهدد رياح الربيع العربي، وتوقف نسائمه المتحركة. فهناك من يريد أن يحول حركة 20 فبراير، إلى ساحة للعراك الإيديولوجي والسياسي، بين المكونات المشاركة فيها، مفجرا للتناقضات الثانوية، التي تخدم التوازنات السياسية الهشة، لتصير شبيهة بحروب الطوائف والمليشيات.. وهناك من يريد أن يسوق نفسه للحاكمين، بأنه يمتلك قرار التصعيد وقرار الانفراج.. وهناك من يريد أن يقدم نفسه للسلطات في نوع من المجاملة والمساومات الرخيصة.. وهناك من يحضر نفسه لكرنفال الانتخابات التشريعية، ويدعي لنفسه رمزية مفقودة.. وهناك سلوكيات خاطئة كثيرة ومتعددة.
على المتربصين بشباب 20 فبراير، من النظام أو الأحزاب، أن يعلموا أن الحركة ليست حصان طروادة ولا سيف يحارب بهمها هذا الحزب أو ذاك، وليست جسرا للعبور نحو المناصب الحكومية والبرلمانية أو ساحة رماية لتصفية الحسابات مع أي جهة كانت. الذين أقدموا النضال في الحركة ببني ملال كمستقلين مشكورين على خدامتهم ونزولهم للميدان.نعم الكل لا ينكر دورهم الفعال لكن مؤخرا صدر ردود أفعال وقرارات لا تحترم الأرضية التأسيسية للحركة.من جهتي أنا اعتبر إن كان الأمر تصرف تلقائي ناتج عن الاندفاعية التي يتميز بها الشباب بهدف التعجيل بالتغير فهو أمر مقبول مضمونا لا شكلا.أما إن كان الأمر مقصود بنية التشتيت فقد فعلوها قبلهم في العديد من المدن ولكن لم يفلحوا. وما الحركة التصحيحية المزعومة بطنجة إلا واحدة من الضربات الخارجية الفاشلة والتي تم اقحام الفيزازي وأمثاله فيها لضرب الحركة.الذي يعتقد أن الحركة العشرينية ، ستضمحل وستنكسر ، لافهم له ولا وعي بالعمل السياسي بالمغرب. لن تفلح تلك المحاولات لأن الشعب المغربي العشريني فقه سياسة لنتعاون فيما اتفقنا عليه كما فقه سياسة فرق تسد المخزنية.و ما يجمعنا في الحركة هو إسقاط هذا الطغيان المخزني والاستبداد الذي قهر العباد.
يجب على حركة شباب 20 فبراير أن تأخذ العبرة من الأخطاء. لهذا السبب فقط، يجب على شباب حركة 20 فبراير ألا يتنازعوا فيفشلوا فتذهب ريحهم وقُوتهم، فيسقط مشروعهم التصحيحي بدل أن يسقط الاستبداد.على شباب 20 فبراير أن يعلموا أن الحركة ليست مكتب تزكية وتقديم شهادة براءة الذمة لأحد وليست اسما تجاريا في بورصة الأسهم السياسية الزائفة والانتهازية، لأن معركة التغيير السياسي الحقيقية لازالت في بداياتها، ومن أراد أن يقفز من قطار الحركة والهبوط في إحدى المحطات، لضعف في نفسه أو لخطأ في تقدير الموقف، فلا يجوز أن يُسقط ذلك على الحركة حتى لا َتقع في نفس الفخ الذي وقعت فيه الحركة الوطنية منذ ستة عقود مضت. لقد تغير الأشخاص، رغم وجود البعض منهم على قيد الحياة، ولكن لم يتغير النظام بعد. فلا تتكلفوا عناء الجواب او تنشغلوا بحروب المخزن عن النضال وعن الميدان.