بيان حركة شباب 20 فبراير تنسيقية مدينة وجدة
تكمل احتجاجاتنا و مسيراتنا شهرها الثامن، و حركة 20 فبراير كلها عزيمة و إرادة من اجل تحقيق مطالب الشعب المغربي و حقه في الكرامة و الحرية و المساواة و العدالة الاجتماعية... الكرامة لا تأتي بدون الحقوق الأساسية لكل مواطن مواطن، وعلى رأسها الحق في الشغل و السكن اللائق و التطبيب المجاني... أين نحن من كل هذا و عائلاتنا لا تخلوا من عاطل، أو عاطلين أو أكثر في كل بيت.
أين نحن من السكن و معظم العائلات تعيش تحت القصدير و تعاني الأمرين، قساوة البرد شتاءا و الحرارة صيفا و ما ينتج عن ذلك من أضرار .
أين نحن من الحق في العلاج و الاستشفاء المجاني، و مستوصفاتنا و مستشفياتنا لا تليق حتى بالبهائم، ولا تتوفر على علاجات و أدوية بحيث على المريض أن يدفع ضريبة الدخول و التحليلات و الأدوية... و ما المرأة التي وضعت حملها بأرضية المستشفى بسيدي بنور إلا دليل صارخ على تردي الأوضاع الصحية ببلادنا.
و ما نسبة الدعارة التي ببلادنا التي تحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث السياحة الجنسية بعد تايلاند و البرازيل و انتشار الملاهي الليلية و المنتجعات الفاخرة و النوادي البرجوازية إلا وجه آخر من تلطيخ كرامة المواطن و تبذير أمواله خاصة نسائنا وبناتنا.
أما الأمن، الذي تمول ميزانيته من أموال دافعي الضرائب، فعوض استتباب الأمن و ضمان حياة المواطن و صون كرامته في وجه المستبدين، نجده مسلطا نحو قمع الحركات الاحتجاجية السلمية و المشروعة بشكل وحشي لم يستثني حتى النساء و الأطفال (انتفاضات صفرو،الحسيمة،خنيفيرة،اليوسفية و غيرها...) و بلغت حد القتل و الاغتيال (الشهيدين كريم الشايب و كمال العماري و شهداء الحسيمة الخمسة) .
أما الحديث عن الحرية فقاموسه في المغرب مخزني بامتياز، بدءا بالإجهاز على حرية الصحافة (اعتقال رشيد نيني) مرورا بالاعتقالات السياسية و المحاكمات الصورية للمناضلين الشرفاء و على رأسهم مناضلوا الحركة، و انتهاء و ليس آخرا بالمضايقات و التهديدات المخزنية المتعفنة التي تستهدف كل من سولت له نفسه التعبير عن نفسه و قول كلمة حق (فنان الراب معاد بلغواتي الملقب بالحاقد)
بناءا على كل هذا ،و في ظل نسمات ربيع الثورات العربية الداعية للتحرر و الانعتاق من الظلم و العبودية كان ميلاد حركة 20 فبراير نتيجة حتمية لصراع مرير بين نظام مخزني فاسد و مستبد و بين شعب تواق للحرية، هاته الحركة التي تناضل من أجل العدالة الاجتماعية و من أجل توزيع عادل للثروات و ما أكثرها بوطننا الحبيب ضدا على قلة قليلة راكمت ثرواتها عبر هولدنغ (أونا) و الشركات المتعددة الاستيطان... التي تحافظ من خلالها على إعادة نفس العلاقات المجتمعية و النسيج المجتمعي الفاسد.
كما أننا في حركتنا المجيدة ،رفعنا مطلب إسقاط الفساد و الاستبداد و من يمثلهما، لذلك نؤكد على أن استمرار الإفلات من العقاب و خاصة للمتورطين في الجرائم السياسية و الاقتصادية من مسئولين و شخصيات نافذة، و كذلك عدم ربط المسؤولية بالمحاسبة، لن يزيد الوضع إلا سوءا، و لن ينفع المجتمع إلا احتقانا و غضبا،و لن يزود النضال إلا إصرارا و ثباتا حتى النصر.
و هنا نشير إلى ما يطلق عليه الانتخابات ، و التي قاطعتها جماهير واسعة من شعبنا خلال محطتي 2007 و 2009، لدليل واضح على أن الشعب المغربي فقد الثقة في المؤسسات المزورة، و بالتالي صعوبة بل استحالة القيام بالتغيير من داخل هذه المؤسسات، و عليه فإن النزول إلى الشارع بقرار المقاطعة نعتبره الرأي السديد الذي ينسجم و قرار مقاطعة الدستور الممنوح الذي فرض بكل ما أوتي المخزن من جبروت و رفضناه بكل ما أوتينا من نضال على اعتبار أنه غير الدستور الذي طالبنا به، الدستور الديمقراطي يصوغه الشعب و يعطي كل ذي حق حقه.
في الأخير نحيي كلا من الثورات التونسية و المصرية و الليبية.. و نشد على أيدي الثوار في كل من سوريا في وجه الطاغية الأسد و في اليمن في وجه صالح و عائلته.. وكل الشعوب التواقة للحرية و الانعتاق أينما و جدت.
نضالاتنا مستمرة و ستعرف تصعيدا من الآن مادام النظام المخزني يصم آذانه
و إنها لانتفاضة حتى النصر... ما مفاكينش التنسيقية المحلية لحركة 20 فبراير
وجدة في 2011-09-25