وجهة نظر: دواعي انسحاب جماعة العدل و الإحسان.
إن ما دفع جماعة العدل و الإحسان إلى اتخاذ موقف الانسحاب من الشارع و تجميد نشاطه في حركة 20 فبراير،ليس كما تدعي الجماعة أنها تختلف عن سقف المطالب و التصعيد النضالي لان كل هذه الأمور تمر عبر الجموع العامة و يتم فيها الحسم بشكل ديمقراطي بل العكس من ذلك أن الجماعة لم تقم ولو بطرح نقاش حول سقف المطالب المطروحة و أنها تريد رقع من هذا السقف أو التصعيد في الأشكال النضالية كالانتقال الى الاعتصام المفتوح بل الوقائع تفند كل هذه الادعاءات سواء في النقاشات الدائرة في الجموع العامة للحركة و المحاضر شاهدة على ذلك لم يبادروا في طرح أي نقاش من هذا النوع الذي تم الإشارة إليه في البيان سواء تعلق الأمر بسقف المطلب أو في الأشكال النضالية التي يتم نقاشها من أجل تنفيذها في الشارع كما انها لم تبادر حتى في فتح نقاش في مواقع التواصل الاجتماعي كموقع صرخة الشعب في الفايسبوك و الغرفة الصوتية في البالتوك.
انما في الحقيقة كان وراء موقفهم هذ التطور المفاجئ الذي وضع حزب العدالة و التنمية في صدارة الانتخابات البرلمانية المزورة و هذا من فعل النظام المغربي لامتصاص غضب الشارع ووضع الإسلاميين في المواجهة
مع الشارع/حركة 20 فبراير إضفاء الشرعية على الطلاء الديمقراطي المزعوم من خلال الدستور الممنوح و الانتخابات البرلمانية المزورة و التي ليس لها أي شرعية شعبية رغم التزمير و التطبيل لوسائل الإعلام الرسمية لها.
إن انسحاب العدل و الإحسان الخجول من الحراك الشعبي كان المراد منه مساعدة العدالة و التنمية في إعطاء لها فرصة زمنية تتمكن فيها هذه الأخيرة إظهار قدراتها السياسية و التنظيمية في تسيير الشأن العام وعدم الاصطدام معها سياسيا وخاصة ان الحركة مقبلة على التصعيد في نضالاتها في الأيام المقبلة مع حلول الذكرى الأولى للحركة، كما ان الحركة كانت السباقة إلى الإعلان عن موقفها من الانتخابات البرلمانية و اعتبرتها مسرحية مكشوفة ومرفوضا جملة و تفصيلا وخصوصا بعد تزوير نتائجها في الوقت الذي التزمت الجماعة الصمت تجاه هذه العملية في حين ان فصيل طلبة الجماعة في الساحة الجامعية احتفلوا بفوز العدالة و التنمية و تبادلوا التهاني بهذه المناسبة كما ان هناك معطيات تشير أن عددا لابأس به من نشطاء الجماعة قد ترشحوا بمظلة العدالة و التنمية و فازوا بعدد من المقاعد في البرلمان الحالي وحثوا جماعتهم للتصويت لهذا الحزب في عدد من المواقع دون الإعلان عن ذلك جهرا نظرا لازدواجية الأدوار التي قامت بها الجماعة تواجدها بحركة 20 فبراير و مناصرتها للعدل و التنمية ..
فالجماعة إلى حدود الآن لم تفصح عن موقفها بشكل واضح حول التطورات الأخير التي تخص البرلمان الحالي و الحكومة التي ستشكل بقيادة عبد الاله بنكيران غير أن الأيام المقبلة قادرة على كشف المستور فالتاريخ لايرحم
عاشت حركة 20 فبرايرمناضلة: حركة جماهيرية،شعبية،ديمقراطية و مستقلة.
يحي امين